هل المسلسلات حرام ام حلال؟

تكثر الأسئلة في هذه الأيام: هل مسلسلات رمضان حلال أم حرام؟ هل الغناء حلال أم حرام؟ وغيرها من الأسئلة التي تدور حول الحلال والحرام، والقضية حقيقة ليست فقط في الحلال والحرام، لننظر إلى أصل الأشياء ونتعرف عليها بعد ذلك نستطيع أن نحكم أو نقرر كيف نتصرف إزاء هذه القضايا المختلفة.

لنأخذ مثلاً المسلسلات، هل المسلسلات في رمضان تختلف عن المسلسلات في غيره؟ بالطبع لا … هي مجموعة من الحلقات تعرض قصة ما يمثلها رجال ونساء، ولا يوجد مسلسل يخلو من منظر امرأة عرت بعض أجزاء جسمها، وبعض المسلسلات تغرق المشاهد في مناظر وقصص ملتهبة، وبعضها يحوي رقصاً ومجوناً، لن أقول هذه المسلسلات حرام أو حلال، أترك هذا الحكم للفقهاء مع أن الأمر واضح بالنسبة لي، دعوني أحكم عليها من منظور أخلاقي، أنا لا أقبل أن أستصغر نفسي وأهين عقلي بمشاهدة مثل هذه المسلسلات، لأنها مضيعة للوقت وفيها أمور لا أرضاها، حتى المسلسلات التاريخية التي يفترض بها أن تكون رصينة تعرض التاريخ كما هو تجد فيها أموراً منكرة، وللأسف أنها تحوي أخطاء تاريخية، والأمثلة كثيرة.

للأسف أنني وفي السنوات الماضية جلست أمام التلفاز لأتابع بعض المسلسلات، في النهاية ماذا استفدت؟ حقيقة لا شيء.

لنأتي إلى الغناء، قضية يكثر الجدال فيها، بداية التغني بالشعر أمر لا مشكلة فيه، فقد كان الصحابة ينشدون الشعر عند بناء المسجد النبوي، وأنشد أحدهم بطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمايلت الإبل فقال عليه الصلاة والسلام قولته المشهورة: رفقاً بالقوارير، لكن هذه الأمثلة لا يمكن أبداً أن نتخذها ذريعة للغناء الذي نراه في زماننا هذا، فهو غناء منكر خبيث، خصوصاً ما يعرض على قنواتنا الفضائية، فهو غناء حركي راقص يعرض جسد المرأة شبه العاري ويعتمد على الصورة لا على الكلمة، وحتى الكلمات فهي هابطة لا تخرج عن موضوع واحد وهو الحب: أين حبيبتي … أنا أنتظرها وهي فارقتني وغدرت بي … أنا لا أنام الليل (أكيد ينام في النهار!) … أو تسمع وصفاً لمفاتن المرأة، باختصار الغناء الموجود في الساحة اليوم ليس غناء بل مجون.

ومرة أخرى لن أقول حلال أو حرام مع أن الأمر واضح بين، أين الغناء الذي يرفع الهمم؟ أين الغناء الذي يغرس الأخلاق ويحض عليها؟ أين الغناء الذي يذكرنا بقضايانا؟ أين الغناء الذي يعرف الآخرين بنا؟ لا تقولوا لي هناك أغنية أو مغن قام بعمل شيء من هذا الذي أسأل عنه، لأنه سيضيع بين غثاء الأغاني الساقطة، تصوروا أن شخصاً ما غير عربي درس اللغة العربية وأراد أن يشاهد الفضائيات العربية ليتعرف علينا، فما هي الصورة التي ستنطبع في ذهنه عندما يشاهد أغاني الفاكهة التي تعرفونها؟! منقول